الطبوبي: سنُناضل دائما ضدّ اختراق القضاء وتسخيره لتصفية الحسابات
قال نور الدين الطبوبي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل ''إنّ إيمان الاتحاد كان عميقا وصادقا بحاجة تونس إلى قضاء مستقلّ وعادل يشكّل رُكنا أساسيا للاستقرار ولثقة الداخل والخارج في تونس ولذلك لم يتردّد في نقد انحراف البعض بهذا المرفق الحيوي وإخضاعه إلى التعليمات والضغوطات والأطماع''، وفق تعبيره.
وأضاف في كلمة ألقاها في الذكرى 70 لاغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد اليوم السبت 3 ديسمبر 2022: ''لكن الاتحاد عبّر في نفس الوقت عن رفضه لما تعرّض له عدد من القضاة من تنكيل وتشويه وتدمير لمسيرتهم القضائية وحتّى العائلية وقال في إبّانها لا يمكن أن نحمّل قطاعا جرم قلّة قليلة وأنّ المذنب يؤخذ بجرمه دون سواه ووفق القانون والمحاكمة العادلة، ولذلك فإن الاتحاد سيظلّ يناضل دائما ضدّ اختراق القضاء، وضدّ تسخيره لتصفية الحسابات، وضدّ انحرافه عن العدالة''.
وذكّر الطبوبي في كلمته بما عناه ''النقابيون في محطّات عديدة عندما تمّ توظيف القضاء ضدّهم في محاكمات مفبركة، وبإنصافهم أيضا في مناسبات عديدة ومنها الحكم الاستئنافي العادل الأخير الذي نقض حكم البداية وأقرّ بشرعية المؤتمر الأخير للاتحاد واعتبار القرار النقابي مستقلاّ في تنقيح قوانينه وأنظمته الداخلية رغم تواصل رغبة البعض من ضعاف النفوس إقحام القضاء والتشكيك في قرارات قواعده.
تونس تتكالب عليها قوى من الدّاخل والخارج والطّامعون والسماسرة وأردأُ السّاسة
قال نور الدين الطبوبي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل إنّه ولأول مرة يشعر الاتحاد بأنه غير متفائل بما ينتظر تونس خاصّة وقد تكالبت عليها القوى من الدّاخل والخارج واجتمع عليها الطّامعون والسماسرة والدّائنون وأردأُ السّاسة ليحوّلوها إلى غنيمة مستباحة وهم يسعون بلا هوادة إلى مزيد تفكيك الدولة والمجتمع وتشتيت أواصره حتّى يسهل السيطرة عليها''،حسب تعبيره.
وتابع: ''عدم تفاؤلنا لا يعني بالمرّة يأسا من التغيير والإصلاح ونفضا لليد من إمكانية الإنقاذ، فالأمل يحدونا دوما وهو مصدر طاقتنا واستمرارنا، أمل نستمدّه من شعبنا الذي ناهض الحيف والظلم في جميع الأحقاب وناضل ضدّه وقدّم التضحيات الجسام لأجل دحره، حتّى أصبحت المقاومة عنوانا له، وأن جذوة الاحتجاج والانتصار للحقّ لن تخبوَ فيه مهما غلا القهر وتعاظم الاستبداد''، وفق قوله.
وأضاف: ''أمل لا ينقطع ناتج عن قناعة أنّ حلول مشاكلنا لا يمكن إلاّ أن تكون تونسية تونسية وقد علّمنا التاريخ أنّ التعويل على الخارج والتحريض على الوطن عواقبه التبعية والهيمنة وخسران القرار الوطني واستنزاف المقدَّرات وأنّ الأجيال المتعاقبة قد ضحّت لبناء تونس متطوّرة عصرية متفتّحة تعوّل بالأساس على مواردها الذّاتية وجهود بناتها وأبنائها الذين تركوا لنا مكاسب تشريعية لا يستهان بها ويمكن تطويرها وإنجازات على أرض الواقع يمكن إنقاذها وإعادة بنائها من بنية تحتية ومؤسّسات عمومية ومرافق عامّة يحاول كثيرون تدميرها وترذيلها والتفويت فيها وأنّ ما تزخر به بلادنا من تنوّع طبيعي ومخزون بيئي وثقافي وحضاري جدير بالاعتزاز به وتثمينه والمحافظة عليه''.
ويرى نور الدين الطبوبي أنّ ''الظلم والحيف زائلان لا محالة وأنّ المحتكرين والمهرّبين والمتهرّبين والفاسدين لا مستقبل لهم في تونس وبين شعبها النابض ثورة وتوقا للحرية والعدالة والكرامة والرافض لخطاب الكراهية والشحن والتجييش وبثّ الإشاعات وزرع بذور الفتنة ونشر ثقافة العنف والتخوين، وفق تعبيره مضيفا في الإطار ذاته: ''أمل نرجو ألاّ يحطّ منه الإصرار على التفرّد والرغبة في فرض الرأي الواحد والقرار الأوحد الذي لن يكون إلاّ تعبيدا للطريق لعودة المنظومة الفاشلة ولانتشار الفوضى والدخول على ظلمات المجهول... نقول ذلك لا تهويلا ولا شماتة وإنّما تحذيرا وخوفا على بلادنا وتوجّسا من إهدار فرصة تاريخية أخيرة''.